المملكة
العربية السعودية
وزارة
التعليم العالي
الجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة
كلية
الدعوة وأصول الدين
قسم
التربية الإسلامية
مسار
التربية صباحي
بحث
بعنوان
جوانب
التربوية عند برهان الدين الزرنوجي
بحث
مقدَّم في مادة تاريخ التربوية الإسلامية بمرحلة الماجستير
بإشراف
الأستاذ الدكتور :
عيد
بن حجيج الجهني (حفظه الله)
إعداد
الطالب
إسماعيل
آدم
الجنسية
:مالي
1435-1436هـ
الفصل الأول ( التمهيدي
)
أولاً: المقدمة:
الحمد لله الذي علم بالقلم علم
الإنسان ما لم يعلم, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا . من يهده الله
فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ومن والاه إلى يوم الدين .
عملية البناء الحضاري لأي أمة من
الأمم تتصل اتصالاً وثيقاً بالنظام التربوي الذي يطبقه المجتمع . وبالرغم من
الاختلاف بين علماء التربية حول تعريف التربية وتحديد أهدافها في المجتمع ؛ فإنهم
متفقون على أن لها تأثيرا كبيرا في تشكيل الحياة الاجتماعية والسلوك الإنساني
للأفراد وفق مبادئ وعقيدة المجتمع الذي يوجهها .وقد أشار الرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم إلى أثر التربية الهام في تنشئة الفرد منذ ولادته , وتنميته , وتشكيل
سلوكه واتجاهاته بما يتفق ومبادئ عقيدة الأمة , حيث قال عليه السلام : (( ما من
مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما نتج البهيمة
بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء )) رواه مسلم[1]
لذلك كان للتربية الإسلامية التي
تقوم على رؤية شاملة ومتكاملة , والتي تقيم نظام الحياة وفق تشريع الله وحكمه
أهمية في صياغة وتشكيل الفرد المسلم والمجتمع المسلم. وهذا كله يدعو للاهتمام
والعناية بالفكر الذي يشكل تربية المجتمع المسلم. وهذا الفكر ينبغي أن يتلاءم مع
أهداف العقيدة ورسالتها , وأن يستمد ذلك من الكتاب والسنة , وأن يسترشد بفكر
المرنين المسلمين كإطار لتطوره مع طبيعة العصر ومتطلباته . وقد سعى الكثير من
علماء المسلمين ومفكريه جاهدين لبلورة معالم الفكر التربوي والإسلامي , مستندين في
ذلك على الكتاب والسنة باعتبارهما قاعدة أساسية للتربية والتعليم في المجتمع ؛ ومن
هؤلاء المفكرين برهان الدين الزر نوجي ( 620ه ) , ويحاول الباحث أن يُظهر نبذة من
جوانب التربوي عند هذ الإمام الذي عنده
كتاب قد اشتهر بفكر التربوي حتى ترجم إلى
اللغة ألاتينية وعدد من اللغات الأجنبية كالألمانية والإنجليزية , لما يحمله هذا
الكتاب من قيم تربوية مفيدة [2] .
ثانياً: الإحساس بالموضوع :
إن لكل مجتمع من المجتمعات قواعد
تربوية تسعى لتحقيق أهدافه , وهذا لا ينطبق على المجتمع المسلم ذي الرسالة السامية
. ولكن هذا لا يعني الانغلاق وعدم الاستفادة من النظم الأخرى ,. فأصبح الفكر
التربوي الإسلامي المعاصر في معظمه خليطا من نظريات غربية من مبادئ المجتمع وأهداف
عقيدته ؛ بينما كان الفكر التربوي لعلماء السلف المسلمين فكرا مستمدا من مبادئ
الدين الإسلامي القويم . ومن هنا كان الإحساس بإمكانية الإفادة من فكرنا التربوي
الموروث في تنوير بصيرتنا بإصالته . وقد وقع الإختيار على دراسة جوانب التربوي
للزرنوجي ؛ الذي أدرك أهمية التربية والتعليم في تماسك الأمة وقوتها , منذ القرن
السادس الهجري.
ثالثاً: تحديد موضوع الدراسة :
المقصود جوانب التربوي للشخصية ,
مجموعة المبادئ والقواعد التي توجه سائر النشاطات التربوية بقصد تنمية ملكات
المتعلمين ؛ وتنشئتهم وتكوين شخصياتهم وتقويم سلوكهم في ضوء المبادئ التي تشكل هذا
الفكر[3] .
والزر نوجي عُني بأهمية التربية
الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة في المجتمع المسلم , وسعى إلى تأكيد الجوانب
الأخلاقية التي تؤدي إلى تحصيل العلم وتحقيق شرائط التربية . لذا سوف يركز هذا
البحث بصورة أساسية على معرفة جوانب التربوي لبرهان الدين الزرنوجي.
رابعاً: أهمية الدراسة :
تأتي أهمية الموضوع بناءً على ما يلي
:
1. قد تسهم الدراسة في إبراز التربية الإسلامية بتجلية جانب التربوي
للمسلمين .
2. قد تبين الدراسة جوانب التربوية
والتعليمية لبرهان الدين الزر نوجي.
3. قد يفيد التعرف على الجوانب والمبادئ
التربوية الإسلامية الخاصة على عملية التعلم في مدارسنا .
خامساً: أهداف الدراسة وأسئلتها :
تهدف الدراسة أساساً إلى التعرف على الجوانب
التربوي عند برهان الدين الزرنوجي .بالإجابة على السؤال الرئيس التالي :
· ما الجوانب التربوي الذي يقدمه
الزرنوجي ؟
سادساً: منهج الدراسة :
تقتضي طبيعة الدراسة الحالية استخدام
منهجين من مناهج البحث وهما :
1. المنهج التحليلي الاستدلالي :
يعتمد هذا المنهج على قراءة النصوص
والتعرف على عناصرها ومكوناتها , ثم استنباط القواعد منها [4].
2. المنهج التاريخي :
هذا المنهج يصف ويسجل ما مضى من
وقائع وأحداث الماضي ؛ ولا يقف عند مجرد الوصف ؛ وإنما يدرس الوقائع ويحللها
ويفسرها على أسس منهجية علمية دقيقة ؛ بقصد التوصل إلى حقائق وتعميمات لا تساعدنا
على فهم الماضي فحسب , وإنما تساعدنا أيضاً في فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل[5] .
سابعاً: الدراسات السابقة :
1. كتاب ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
. تحقيق ودراسة محمد عبد القادر أحمد ( 1406ه ) وهو يهدف إلى تحقيق ودراسة كتاب ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
للإمام برهان الدين الزر نوجي .
2. دراسة وتحقيق قام بها مصطفى عاشور (
1386ه ) لمخطوطة برهان الدين الزر نوجي ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
.
3. كتاب سيد أحمد عثمان ( 1397ه )
التعلم عند برهان الإسلام الزر نوجي .
4. كتاب مروان قباني ( 1401ه ) تحقيق ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
لبرهان الدين الزر نوجي.
الفصل
الثاني
(
نبذة عن حياة برهان الدين الزر نوجي وعصره
أولاً: دراسة موجزة عن ترجمة برهان
الدين الزر نوجي :
اسمه :
إن ما يلفت النظر أن جميع من ترجموا لصاحب
" تعليم المتعلم طريق التعلم " أو تحدثوا عنه لم يترجموه بأكثر من برهان
الدين , وهو اللقب الذي اشتهر به , وذلك على عادة العلماء والمشاهير في تلك العصور
التلقب بالألقاب الدينية التي يُرجى إظهار صاحبها بمظهر المتدين والمتأثر بالدين .[6]
نسبه :
ينسب برهان الدين الزر نوجي لبلدة ز ر نج وهي
مدينة في بلاد فارس وهي العاصمة المقدسة السابقة لإقليم سجستان .[7]
ولادته ووفاته :
لم تذكر كتب التاريخ والطبقات والتراجم سنة
ولادته ؛ أما عن سنة وفاته فقد اختلف المؤرخون في تحديدها , فقد ذكرت بعض المراجع
الحديثة أن وفاته كانت سنة 591هـ[8]
نشأته :
أغلب الظن أن نشأة ((
برهان الدين الزر نوجي )) كانت
في بلدة زنوج ؛ ولا نعلم شيئاً عن نشأته الأولى ومراحل حياته , فلم يكن الزر نوجي
أديباً كبيراً أو شاعراً مشهوراً ؛ حتى نستخلص شيئاً عن نشأته وتدرجه في مراحل
حياته . والأمر الذي لا شك فيه أن الزر نوجي طلب العلم أول ما طلبه في الكتّاب ؛
شأنه شأن ما كان يتبعه سواد الناس في تعليم أولادهم , وكانت الكتاتيب شائعة
ومنتشرة في عصره , لا يكاد يخلوا منها إقليم من أقاليم الدولة الإسلامية , وكان
معظم ما يفيد الصغير في هذا الكتّاب تعلم القرآن والخط العربي وأمور الدين
الرئيسية وشيء من الحساب ومبادئ اللغة والنحو , واللغة الفارسية , وقليل من الشعر
والأدب , وكان التردد على الكتاب هو البداية الطبيعية التي بدأ فيها كل أكابر
علماء اللغة والفقه والأدب . وكان من الطبيعي بعد ختم القرآن أن ينقل طلاب العلم
إلى حلقات الدرس في المساجد لتلقي العلوم المختلفة على أيدي مشايخ هذه الحلقات .
والثابت أن الزر نوجي كان تلميذاً لصاحب ((
الهداية )) , أخذ العلم على
أستاذه برهان الدين المرغيناني في سمرقند وفي بخاري , وهما مدينتان كانت تعقد في
مساجدهما مجالس العلم لهذا الأستاذ الكبير .[9]
ثقافته
:
يمكن
أن نقول هنا الزرنوجي تثقف بالثقافة الإسلامية القائمة على القرآن الكريم والحديث
الشريف والفقه – وخاصة الفقه الحنفي – واللغة والشعر والأدب بجانب الثقافة
الفارسية بما فيها من أدب وحكمة وفلسفة ومنطق وفلك ونجم[10]
.
شخصيته
:
قلة
المعلومات حول حياة الزرنوجي لا تعني استحالة تكوين فكرة عن شخصيته التي نلمسها
بوضوح في كتابه . فمن خلال قراءة كتابه ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
تتبين لنا ملامح تلك الشخصية , فهو فقيه حنفي متعصب لمذهبه , وتبعيته لهذا المذهب
تظهر في مصنفه الذي أورد فيه العديد من الاستشهادات والأقوال السائدة في عصره ,
أغلبها لعلماء وفقهاء الأحناف , مع أن الكتاب لا يمت بصلة إلى أي مواضيع الفقه ,
ولا يتناول مذهب الإمام أبي حنيفة بأية دراسة , وتظهر أيضاً بتلميحه إلى بعض كتب
الأحناف المختصرة في الفقه التي رأى أن المتعلم حفظها في بداية طريق التعلم , بل
حتى إنه أوجب على المتعلم تقطيع الورق على ما كان يفعله الإمام أبي حنيفة [11].
شيوخه :
أخذ الزرنوجي العلم عن عدد من المشايخ وعلماء
عصره المشهورين والمكثرين من التصنيف في الفقه والأدب , يجمعهم قاسم مشترك وهو
كونهم من الأحناف , ولا شك أن دراسة المرء لعلم على رجال من مدرسة فكرية مذهبية
واحدة , تكون لها جذور علمية عميقة , تترك بصماتها واضحة ثابتة على منهجه العلمي ؛
الذي لن يحمل سوى منابعه ذات التوجيه الفكري ؛ الذي لا يحيد عن طريقه .
ومرجعنا الرئيسي في التعرف على مشايخه هو كتابه
(( تعليم المتعلم طريق التعلم ))
, فقد ذكر فيه عدداً منهم وذكر أقوالاً تنسب إليهم .
وشيوخ الزرنوجي هم :
1.
برهان
الدين علي بن أبي بكر المرغيناني المتوفى سنة ( 593هـ/ 1197م )
وصاحب
كتاب (( الهداية في الفقه ))
وكثير من التصانيف [12] .
2.
محمد بن أبي بكر الجوغي , المتوفى سنة ( 491_573هـ/1098_1177م ) , له ((
شرعة الإسلام )) في 61 فصلاً [13] .
3.
حماد بن إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق بن شبيب قوام الدين ابن الإمام ركن
الدين إبراهيم الصفار ( 493هـ/576هـ ) من أهل بخاري [14] .
4.
مسعود بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الكشتاني الملقب بركن الدين صاحب المختصر
السعودي , متوفى سنة ( 573هـ ) [15] .
5. الحسن قاضي خان ( 592هـ , 1196م ) هو الحسن بن
منصور بن محمود بن عبد العزيز الأوزجندي الفرغاني الحنفي المعروف بقاضي خان فخر
الدين أبي المفاخر أبي المحاسن , من تصانيفه
(( الفتاوى ))
في أربعة مجلدات [16]
.
مؤلفاته :
لم يعرف له سوى واحد فقط هو ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))[17]
.
ثانياً: عصر برهان الدين الزرنوجي :
برهان الدين الزرنوجي عاش في القرن السادس
الهجري , الذي تميز بأحداث جسام ومظاهر اجتماعية بارزة من فتن وحروب وقلاقل , أدت
إلى ضعف وتمزق كيان الأمة الإسلامية ولكن رغم ذلك فقد صاحب هذا العصر حياة علمية
زاهية .
الحالة العلمية :
إن الازدهار العلمي الذي اكتنف الأمة الإسلامية
منذ القرن الثاني الهجري والقرون التي تلته كان ازدهاراً ليس له سابقة في عصور
التاريخ , فالأمة الإسلامية أنعم الله عليها بالإسلام ؛ الذي جعل منها أمة فكرية
واعية , وكان عطاؤها مذهلاً يتمثل في التراث الضخم الذي خلفه المسلمون من مؤلفات
ومصنفات وموسوعات ؛ زخرت بها المكتبات الإسلامية ؛ ومخطوطات غصت بها دور الكتب
العالمية في الشرق والغرب . إن الأمة في العصر العباسي خطت خطوات واسعة في حياتها
العلمية والعقلية , وقطعت شوطاً بعيداً في ازدهارها العلمي , واجتازت مراحل شاسعة
في تفوقها الحضاري . وقد قفز المجتمع الإسلامي قفزة رائعة في شتى صنوف العلم ووثب
وثبة هائلة في أكثر ضروب المعرفة , وغدت العلوم والمعارف بأنواعها وصنوفها في
متناول جميع الناس عامتهم وخاصتهم [18]
.
ومن المظاهر الحضارية في هذا العصر انتشار المكتبات
انتشاراً واسعاً ؛ وقد تهافت الخلفاء والأمراء والوزراء والولاة والعلماء على شراء
الكتب واستنساخها واقتنائها وتنافسوا في ذلك وقد كان التنافس في ذلك شديداً بين
الشرق والمغرب ؛ ومما ساعد على انتشار المكتبات وجود مصانع الورق التي تواجدت في
جميع أنحاء الدولة .
وكانت ((
دار الحكمة )) أول مكتبة عامة وقد
أنشأها المأمون في بغداد ؛ وجمع لها الكتب اليونانية من الإمبراطورية البيزنطية
وقد ترجمت إلى العربية , وكانت المكتبة تحوي كل العلوم الذي اشتغل بها العرب , وقد
ذلت قائمة إلى مجيء التتار سنة 656هـ [19]
.
الفصل
الثالث
( الجوانب التربوي عندالزرنوجي
أولاً: لمحة عن كتابه ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
:
الهدف من تأليف الكتاب :
لما كان الزرنوجي قد عاش في أواسط
القرن السادس الهجري وهو القرن الذي ضعفت فيه جبهة المسلمين الداخلية مما حرض
الصليبيين على غزواتهم المتكررة على ديار الإسلام , ونظرا لظهور كثير من الفرق في
عصره والتي تسربت إليها كثيرا من آراء غير الإسلامية , فقد رأى مثله مثل كثير من
المخلصين في ذلك العصر ضرورة العودة إلى كتاب الله والسنة وذلك عن طريق التربية
والتعليم . وكان كتاب ((
تعليم المتعلم طريق التعلم )) واحدا من الكتب التي أسهمت في تحقيق هذا الهدف .
وصف الكتاب :
يتضمن كتاب ((
تعليم المتعلم طريق التعلم )) ثلاثة عشر فصلا ؛ وهذه الفصول هي : ماهية العلم
والفقه وفضله . النية حال التعلم . اختيار المعلم والأستاذ والشريك والثبات عليه .
تعظيم العلم وأهله . الجد والمواظبة والهمة . بداية السبق وقدره وترتيبه . التوكل
وقت التحصيل . الشفقة والنصيحة . الاستفادة . الورع في حال التعلم . في ما يورث
الحفظ وما يورث النسيان . في ما يجلب الرزق وما يمنعه , وما يزيد في العمر وما
ينقص .
أهمية الكتاب وقيمته :
لكتاب ((
تعليم المتعلم طريق التعلم ))
قيمته بين النتاج العلمي فقد ترجم إلى اللغة اللاتينية وعدد من اللغات الأجنبية
مثل الألمانية والانجليزية لما يحمله من قيم تربوية مفيدة وكان معروفا ذائع الصيت
مقدراً عند علماء المسلمين , يقول الدكتور عبد اللطيف محمد العبد عن كتاب
الزرنوجي ((
أنه من أنفع الكتب التربوية النابضة
بالحيوية دائما بالرغم أنه من كتب التراث ))[20].
إن ترجمة الكتاب إلى اللغة اللاتينية
لا يترك مجالا للشك أبداً في أنه قد أثر في تطوير مناهج التربية عند الغربيين [21].
وقد اعتمد الزر نوجي على التربية
الدينية والخلقية التي هي أسا س من أسس التربية العامة في الإسلام [22].
ثانياً: أهمية العلم عند الزر نوجي :
تنبه الزر نوجي لأهمية العلم كوسيلة
بناء وقوة , فكان تصنيفه لهذا الكتاب عن التعلم استجابة لحاجة أحسها في مجتمعه
وعلاجاً لصعوبات لمسها من قبل المتعلمين [23].
ويرى الزر نوجي أن العلم هو الذي يميز الإنسان , ذلك أن
سائر الخصال الأخرى من قوة وشجاعة وجرأة وغيرها يشترك فيها الإنسان والحيوان , أما
العلم فهو يختص به الإنسان وحده , وذلك لما يتميز به من عقل . قال تعالى : { وَعَلَّمَ آدَمَ الأسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ
عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ
بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ
لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) }[24] .
ويرى الزر نوجي أن أهمية العلم تتركز
في النواحي التالية :
أولاً: هو وسيلة للتقوى التي ينال بها الإنسان مكانته عند الله سبحانه
وتعالى .
يقول في ذلك الزر نوجي " وإنما
شُرّف العلم لكونه وسيلة إلى التقوى التي يستحق بها المرء الكرامة عند الله تعالى
والسعادة الأبدية "[25].
وإنما صار العلم وسيلة إلى التقوى لأن الاتقاء عما نهى الله
تعالى موقوف على العلم به فلو لم يكن معلوما , فكيف يتقى عنه , وإذا حصلت التقوى
عم ما حرم الله تعالى فاز بالسعادة الأبدية , والوصول إلى أعلى المراتب . قال
تعالى : { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى
لِلْمُتَّقِينَ (2) } [26].
وفي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
, قال في آخره : { من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة
}[27] .
ثانياً: وسيلة لتعلم الفضائل
الأخلاقية وترك الرذائل . وفي ذلك يقول الزرنوجي :
" وكذلك سائر الأخلاق نحو الجود
والبخل والجبن والجرأة , والتكبر , والتواضع والعفة والإسراف والتقتير وغيرها ,
فإن الكبر والبخل , والجبن والإسراف حرام , ولا يمكن التحرز عنها إلا بتعلمها وعلم
ما يضادها , فيفترض على كل إنسان علمها "[28] .
ففي القرآن الكريم والسنة النبوية
المطهرة ما يدلنا على الفضائل الأخلاقية , ويحثنا على تعلمها والتمسك بها ؛
وينهانا عن الرذائل من الأخلاقيات , قال صلى الله عليه وسلم : {إنما بعثت لأتمم
مكارم الأخلاق} [29].
ثالثاً: هو وسيلة إلى المعارف
الدنيوية . قال تعالى : { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ
(101) }[30].
ثالثاً: الجانب التربوي عند برهان
الدين الزرنوجي :
1. جانب التعلم المستمر ووجوب إخلاص النية لله :
إن التعليم والمعرفة عملية نامية
متراكمة عبر القرون والأزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها , وهي ليست محددة ,
ولا يمكن أن يتوصل إلى نهايتها بشر . قال تعالى : { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ
الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) }[31].
وقد قيل : " اطلبوا العلم من
المهد إلى اللحد "[32] .
وبهذه الحكمة القديمة استشهد
الزرنوجي حيث أن وقت العلم عنده من المهد إلى اللحد فالزرنوجي لم يحدد سناً معينة
لبدء التعلم واستشهد بالحسن ابن زياد , حيث بدا بالتفقه وهو ابن ثمانين سنة .
2. جانب إلزامية التعليم :
قال صلى الله عليه وسلم : " طلب
العلم فريضة على كل مسلم "[33] .
3. الاختيار ( الحرية ) :
إن مبدأ حرية الاختيار يتيح للمتعلم
أن يكتسب الثقة بالنفس فللمتعلم حرية اختيار العلم النافع والذي لا يخرج عن نطاق
العلم الذي حثنا عليه الدين الحنيف , واختيار الأستاذ والرفيق له تأثير وانعكاسات
على شخصية المتعلم .
4. جانب المشاورة :
قال تعالى : { وَأَمْرُهُمْ
شُورَى بَيْنَهُم }[34]
.
فالدين الإسلامي حثنا على المشاورة
كما نجد من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ما يؤكد هذا المضمون منها :
_مشاورته المسلمين في غزوة أحد .
_وكذلك مشاورته المسلمين في غزوة
الخندق وأخذ عليه السلام بمشورة سلمان الفارسي رشي الله عنه .
ففي المشورة اكتساب للصواب لكثرة
الخبرات وتنوعها من المشاورين كما أن بها كشف عن قدرات عقلية ومشاركة من الجميع .
5. جانبالتدرج :
إن تعاليم الدين الإسلامي لم تأت
دفعة واحدة وإنما نزلت بالتدرج حيث بدأت أولا بالشهادة ووحدانية الله فإن فعل
المسلم ذلك يتعلم الصلاة فإن أداها يتعلم الصيام فإن استجاب يتعلم الزكاة وان نفذ
يتعلم الحج ومن ثم يتفقه في الدين . قال تعالى : { يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }[35] .
والزرنوجي يطلب من المعلم أن يختار
من العلم للمبتدئ ما يمكن ضبطه وفهمه بالإعادة مرتين بالرفق ويزيد في كل يوم كلمة
ويزيد بالرفق . وان اختار له الكتب الصغيرة الواضحة [36] .
6.جانب مراعاة الفروق الفردية :
6.جانب مراعاة الفروق الفردية :
الأفراد تتفاوت قدراتهم العقلية
واستعداداتهم وميولهم وذكائهم . وقد نبه القرآن إلى ذلك قال تعالى :
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا
إِلَّا وُسْعَهَا }[37]
.
فالإسلام يراعي ويأخذ بعين الاعتبار
طاقة الفرد وتحمله لأن الطاقات والقدرات تختلف من فرد لآخر , قال صلى الله عليه
وسلم : " أُمرنا أن ننزل الناس منازلهم " رواه مسلم[38] .
7.جانب التأمل والفهم :
قال تعالى : { أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ }[39]
.
والزرنزجي يحث طالب العلم على التأمل
في دروسه لأن العلم في رأيه لا يحصل إلا بالتأمل والتأمل في جميع الأوقات ودقائق
العلوم حتى يعتاد ذلك المتعلم .
8.جانب التكرار :
التكرار أسلوب تعليمي تربوي والتربية
الإسلامية أكدت على أهميته . قال تعالى :
{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى
تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِين }[40]
.
9.جانب الاتصال بمصادر العلوم أو
الرحلة في طلب العلم :
قوله تعالى في قصة موسى والخضر عليه السلام { وَإِذْ
قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ
أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا
فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ
لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)
قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي
الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا
قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ
عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ
أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) } [41]
.
الفصل الرابع
جوانب
آداب المعلم والمتعلم عند برهان الدين الزرنوجي )
أولاً: آداب تختص المعلم :
1. آداب تهتم بشخصية المعلم :
أ_
المظهر اللائق :
يؤكد الزرنوجي في كتابه على ضرورة
المظهر الحسن للمعلم أمام متعلميه مستشهداً بقول أبي حنيفة رحمه الله لأصحابه :
" عظموا عمائمكم ووسعوا أكمامكم " , إنما قال ذلك لئلا يستخف بالعلم
وأهله[42] .
ب_العلم الورع :
يقول الزرنوجي في اختيار المعلم :
" ينبغي أن يختار الأعلم والأروع والأسن "
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا
قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ
وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا
مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيرٌ}[43]
.
ج_التواضع :
يقول برهان الدين الزرنوجي : "
وينبغي للمعلم ألا يذل نفسه بالطمع في غير مطمع , ويتحرر عما فيه مذلة العلم وأهله
, ويكون متواضعاً , والتواضع بين التكبر والمذلة والعفة "[44] .
وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال : " إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ,
ولا ينبغي أحد على أحد "[45] .
د_الحلم والصبر :
قال الزرنوجي : " اختار أبو
حنيفة رحمه الله تعالى حماد بن سلمان رحمه الله بعد التأمل والتفكير , وقال :
وجدته وقوراً حليماً صبوراً [46] .
قال تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ
مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا
مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَوَكِّلِين }[47]
.
2. آداب تختص بآداء المعلم :
أ_إرشاد المتعلم وتوجيهه إلى العلوم
المناسبة :
وفي ذلك يقول الزرنوجي : " كان الشيخ
الإمام الأجل الأستاذ شيخ الإسلام برهان الحق والدين رحمه الله يقول : كان طلبة
العلم في الزمان الأول يفوضون أمورهم في التعليم إلى أستاذهم , فكانوا يصلون إلى
مقاصدهم ومرادهم , والآن يختارون بأنفسهم فلا يحصل مقصودهم من العلم والفقه , وكان
يحكي أن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله كان بدأ بكتاب الصلاة على محمد بن
الحسن المشتهر بالإمام الرباني من الأئمة الحنفية , فقال له محمد رحمه الله : اذهب
وتعلم الحديث , لما رأى أن ذلك العلم أليق بطبعه فطلب علم الحديث فصار مقدماً على
جميع أئمة الحديث "[48] .
ب_مراعاة التدرج والفروق الفردية :
وقد أشار الزرنوجي إلى هذين المبدأين
التربويين الهامين وفيهما يقول : " كان الإمام الأستاذ شرف الدين رحمه الله
يقول : الصواب عندي في هذا ما فعله مشايخنا رحمهم الله , وكانوا يختارون للمبتدئ
صغار المبسوطة , لأنه أقرب إلى الفهم والضبط , وأبعد عن الملالة , وأكثر وقوعاً
بين الناس "[49]
.
ج_الشفقة والنصيحة :
يوجه المعلم لأن يكون شفوقاً على
المتعلمين , وأن يجريهم مجرى بنيه , فلا يجعل بينه وبينهم سداً خاصة خارج الدرس ,
ولا يشعرهم بضيقه إذا ما أرادوا الاستفادة منه في أي وقت , وأن يكون قدوة لهم .
قال صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا لكم مثل الوالد "[50] .
ثانياً: آداب تختص بالمتعلم :
1. آداب المتعلم مع ربه :
أ_النية : يقول الزرنوجي :
" ينبغي أن ينوي المتعلم بطلب
العلم إرضاء الله تعالى والدار الآخرة , ثم إزالة الجهل عن نفسه وعن سائر الجهال ,
وإحياء الدين وإبقاء الإسلام ؛ وينوي به الشكر على نعمة العقل وصحة البدن . ولا
ينوي به إقبال الناس إليه ولا استجلاب حطام الدنيا , والكرامة عند السلطان وغيره
"[51] .
ب_التوكل : قال الزرنزجي :
" لابد لطالب العلم من التوكل
في طلب العلم , ولا يهتم لأمر الرزق ولا يشغل قلبه بذلك . روي عن أبو حنيفة رحمه
الله عن عبد الله بن الزبيدي رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
تفقه في الدين كفاه الله تعالى همه ؛ ورزقه من حيث لا يحتسب "[52] .
قال تعالى : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }[53]
.
ج_الورع : قال الزرنوجي : "روي
بعضهم حديثاً في هذا الباب عن رسول الله صبى الله عليه السلام أنه قال : من لم
يتورع في تعلمه ابتلاه الله تعالى بأحد ثلاثة أشياء : إما أن يمسته في شبابه , أو
يوقعه في الرساتيق[54] ,
أو يبتليه بخدمة السلطان "[55] .
ويرى الزرنوجي أن أئمة العلم قد
وفقوا للعلم بسبب ورعهم ؛ حتى ببقي اسمهم إلى يوم القيامة .
د_الإكثار من الصلاة والسنن :
ينصح الزرنوجي المتعلم أن يكثر من
الصلاة , ويصلي صلاة الخاشعين يقول :
" ينبغي لطالب العلم ألا يتهاون
بالآداب والسنن فإن من تهاون بالسنن حرم الفرائض ؛ ومن تهاون بالفرائض حرم الآخرة
" .
ذ_الشكر والذكر : يقول الزرنوجي:
" أنه سبب في زيادة العلم لأنه
شكر على نعمة العقل والعلم . وقال أبو حنيفه رحمه الله تعالى إنما أدركت العلم
بالحمد والشكر " .
قال تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأرْضِ
جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8) }[56]
.
ر_الدعاء : يقول الزرنوجي :
" يدعو المتعلم الله تعالى
ويتضرع إليه , فإنه يجيب دعاه ولا يخيب رجاه " .
قال تعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ
لَكُمْ }[57] .
2. آداب المتعلم مع نفسه :
أ_ شغل النفس بأعمال الخير :
لا يتم هذا التوجه للمتعلم إلا إذا
اتصف بصفات المؤمنين , وتحلى بالقيم وإخلاص النية لله والتي تكفل الفوز والفلاح في
الدنيا والآخرة . قال تعالى :
{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا
اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ }[58]
.
ب_ الاحتراز من الأخلاق الذميمة :
إن من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها
ديننا الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الكبر , والنفاق , والكذب
, والغيبة , والغدر , والحسد , وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم للمؤمنين صورة
الشخص المنافق حتى يتجنبوها فقال صلى الله عليه وسلم :
" من علامات المنافق ثلاث : إذا
حدث كذب , وإذا وعد أخلف , وإذا أؤتمن خان "[59] .
ج_ تقليل العلائق الدنيوية :
إن الانشغال بالعلائق الدنيوية تبعد
المتعلم عن تحقيق الهدف من التعلم من طلب رضاء الله وإخلاص النية له , والوصول
إليه لا يتم والمتعلم منشغل الفكر , فلن يستطيع أن يعطي العلم حقه أو أن يقوم به
خير مقام من تفقه وحفظ لأن التعليم يحتاج لصفاء الذهن وتكريس الوقت والجهد وعلى
المتعلم أن يسعى لطلب الرزق بما يكفيه ومن يعول , ولا يجعل المناصب وكثرة المال
همه . قال تعالى :
{
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ
خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }[60]
.
د_ألا يجهد نفسه حتى لا ينقطع العمل
:
فعلى المتعلم إيجاد الحال الملائم
للعلم والحفظ , قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
" إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يتخوَّلنا بالموعظة مخافة السآمة علينا " وعنه عليه الصلاة والسلام
: " إن للقلوب شهوةً وإقبالاً فاغتنموها عند شهوتها , ودعوها عند فترتها
وإدبارها "[61]
.
3. آداب المتعلم مع غيره :
أ_ آدابه مع المعلم :
من الآداب التي ذكرها الزرنوجي في
كتابه ( ص , 108 ) ألا يمشي أمامه , ولا يجلس مكانه , ولا يبتدئ الكلام قبله إلا
بإذنه , ولا يكثر الكلام عنده , ولا يسأله عند ضجره وسأمه وأن يراعي الوقت , ولا
يدق الباب بل يصبر حتى يخرج , ولا يجلس قرب الأستاذ . أي أن يفعل كل ما يجلب رضاه
ويتجنب سخطه , ويتمثل أمره في غبر معصية لله , لأنه لا طاعة لمحلوق في معصية الله
.
ب_ آدابه مع الشريك:
يرى الزرنوجي أن على المتعلم أن
يجالس الصلحاء ويتقرب منهم , لأن المجاورة مؤثرة لا محالة ؛ وأن يغتنم عدوة أهل
الخير , ويحترز من دعوة المظلوم . فعلى المتعلم في هذا المقام أن يلزم الرفيق
الصالح الذي يتواصى وإياه بالحق , والصبر والإكثار من الذكر . ففي ذلك تزكو الروح
, وتصقل النفس , ويصفو القلب , وتخالط كيانه بشاشة الإيمان[62] .
الفصل
الخامس
أولاً: أهم جوانب في طرق وأساليب التعلم عند الزرنوجي :
1. المناظرة والمطارحة , والمذاكرة
والسؤال :
أ_المناظرة : طريقة من طرائق التربية
, ووسيلة من وسائل التعلم وهي عبارة عن محاورة بين فريقين حول موضوع معين ؛ لكل
منهما وجهة نظر تخالف وجهة نظر الفريق الآخر , الذي يحاول إثبات وجهة نظره وإبطال
وجهة نظر خصمه , مع رغبته الصادقة في إظهار الحق والاعتراف به لدى ظهوره[63] .
ب_المطارحة : هي طريقة تقوم على
المناقشة المتبادلة بين طرفين , تتخللها أسئلة وإجابات هدفها تباين الحقيقة أو
الواقع ؛ وإزالة الأوهام عن العقول ؛ وإزالة العقبات التي تعترض سبيل التعلم
الصحيح.
ج_المذاكرة : مأخوذة من تذر الشيء
إذا نسيه , والتذكر ضد النسيان ؛ والتذكرة تستذكر به الحاجة[64].
د_السؤال : يقول الزرنوجي :
" قيل لابن عباس رضي الله عنهما
: بم أدركت العلم ؟ قال : بلسان سئول وقلب عقول "[65] .
2. الفهم والتأمل والتفكير والتكرار :
أ_الفهم : يرى مقداد يالجن أن الفهم
الجيد هو أساس العلم ؛ فبدون الفهم الجيد لا يمكن أن تكون القدرات العلمية صحيحة
أو الروح العلمية مسيطرة[66] .
ب_التأمل والتفكير : التأمل والتفكر
جانبان هامان من جوانب عملية التعلم وفي ذلك يرى الزرنوجي أنه :
" ينبغي لطالب العلم أن يكون
متأملاً في جميع الأوقات وفي دقائق العلوم وذلك فإنما تدرك الأمور بالتأمل "[67] .
ج_التكرار : إن التكرار يساعد على
الفهم بشرط أن يكون التكرار على فترات متقاربة بدلاً من التكرار المتصل وإن تكرار
مادة الحفظ والمراجعة في فترات متفاوتة يساعد على تثبيت المعلومات , وهذا التكرار
هو أكبر مقاومة للنسيان[68] .
3. الرحلة في طلب العلم :
لقد اتخذ المسلمون السلف من الرحلات
أسلوباً لزيادة علمهم ؛ رغبة في نيل الفضل الذي نص عليه قوله صلى الله عليه وسلم :
" ومن سلك طريقاً فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة ؛ وإن الملائكة
لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع , وإن العالم ليستغفر له من في السماوات
ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة
البدر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا
درهماً ولا دينارا فمن أخذه أخذ بحظ وافر[69] .
4. الكتابة : جاء الإسلام وفي قريش
سبعة عشر رجلاً يكتبون , فحث على العلم والتعلم , وجعل النبي صلى الله عليه وسلم
شرطاً لفداء أسرى بدر بأن يعلم كل منهم عشرة من غلمان المسلمين , مما يساعد على
انتشار القراءة والكتابة في عمليات التعلم
والتعليم . وكان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الكتابة وتدوين العلم للحفظ
ولمراجعته وتثبيته[70] .
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه
بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ...
فمن خلال ما أوردناه عن برهان الدين الزر
نوجي نجد أن جوانبه التربوي يتميز بالواقعية والشمول , وأن اهتم بأركان العملية
التعليمية , وبجوانب المعلم والمتعلم .
نلخص من خلال الفصول السابقة إلى ما
يلي :
1. إن كتابه تعليم المتعلم يمثل التفاعل
بين عصر الزرنوجي وشخصيته .
2. إن الزرنوجي أفرد دراسة خاصة عن
تعليم المتعلم بخلاف المؤلفات الأخرى في عصره .
3. اعتمد في جوانبه التربوي على مبادئ
الدين واستشهد بالقرآن الكريم والحديث الشريف والحكم والآثار ذات المضون التربوي
بعكس الأفكار التربوية الحديثة .
4. اعتمد على الاختصار مع الاستيفاء
والوضوح .
5. اعتمد بجانب التربية الدينية الخلقية
التي هي أساس متين من أسس التربية العامة في الإسلام وتأكيده على ضرورة التمسك بها
في العملية التعليمية .
6. اهتم بالجوانب المساعدة على التعلم
مثل الناظرة والمطارحة والمذاكرة والسؤال .
7. اهتم بجانب الأوقات والأفضل للتعلم .
8. اهتم بجوانب الأسباب المؤدية للحفظ
والأسباب المؤدية للنسيان .
9. التركيز على جانب إخلاص النية لله في
طلب العلم .
10. تحويل العلم إلى عبادة للمتعلم عن طريق
تحقيق العبودية لله وحده لا شريك له .
11. اهتم بجانب الفروق الفردية بين
المتعلمين .
12. ركز على جانب للتعلم المستمر الدائم
.
13. مناداته بضرورة التدرج في التعلم حسب
مراحل نمو وفهم المتعلم .
14. ركز على أهمية التكرار للمتعلم في
عملية التعليم .
التوصيات
1. العمل المستمر على البحث في الجوانب
التربوي الإسلامي . ومحاولة إبرازه .
2. ربط الجانب التربوي الإسلامي بالأصول
الإسلامية للتربية .
3. الأخذ بجوانب التربوية الحديثة
الموافقة للمفاهيم والقيم الإسلامية .
قائمة
بأهم المصادر والمراجع
· القرآن
الكريم .
· ابن
الجوزى , عبدالرحمن بن علي (1368هـ): المنتظم في تاريخ الملوك والأمم , دار
المعارف العثمانية , حيدر أباد , 12 جزءاً .
· ابن
حنبل , أحمد ( 1398هـ - 1978م ) : مسند الإمام أحمد بن حنبل , المكتب الإسلامي
لطباعة والنشر , بيروت .
· أبو
داوود , سليمان بن الأشعث ( 1388هـ - 1969م ) : سنن أبي داوود , تحقيق عزت عبيد
دعاس , مكتبة منار السبيل , الهرم .
· ابن
ماجه , الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد ( د. ت ) : سنن ابن ماجه , علق عليه فؤاد
محمد عبد الباقي , المكتبة الإسلامية , استانبول , تركيا , 2 جزء .
· أمين
, أحمد (1343هـ - 1935م ): ضحى الإسلام , مكتبة النهضة المصرية , ط17 , ج2 .
· البخاري
, محمد بن إسماعيل ( 1400هـ ) : الجامع الصحيح , قام بشرحه وتصحيحه وتحقيقه محب
الدين الخطيب , رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي نشره قصي بن محب
الدين الخطيب,المطبعة السلفية ومكتبتها , القاهرة .
· البغدادي
, شهاب الدين ياقوت الحموي ( 1399هـ - 1979م ) : معجم البلدان , وكالة المعارف
الجليلة استانبول , ج5 .
· الترمذي
, محمد بن عيسى ( د. ت ) : صحيح الترمذي , تحقيق حافظ ابن العربي مكتبة المعارف ,
بيروت , 13 جزء .
· التميمي
, تقي الدين عبد القادر ( 1403هـ - 1983م ) : الطبقات السنية في تراجم الحنفية ,
دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع , الرياض .
· حسن
, حسن إبراهيم ( 1964م ) : تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي ,
دار إحياء التراث , ط7 , 4 مجلدات .
· الزركلي
, خير الدين (1984م): الأعلام , قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء العرب
والمستعربين والمستشرقين , دار العلم للملايين , بيروت , لبنان , ط6 .
· الزرنوجي
برهان الدين ( 1386هـ ) : تعليم المتعلم طريق التعليم , تحقيق مصطفى عاشور , مكتبة القرآن للطبع
والنشر والتوزيع , القاهرة .
· الزرنوجي
برهان الدين ( 1397هـ - 1977م ) : تعليم المتعلم طريق التعليم , تحقيق سيد أحمد
عثمان , مكتبة الانجلو المصرية .
· الزرنوجي
برهان الدين ( 1401هـ - 1981م ) : تعليم المتعلم طريق التعليم , تحقيق مروان
القباني , المكتب الإسلامي , بيروت .
· الزرنوجي
برهان الدين ( 1406هـ - 1986م ) : تعليم المتعلم طريق التعليم , تحقيق محمد عبد
القادر أحمد , مكتبة النهضة المصرية .
· شاكر
, محمود ( 1407هـ - 1987م ) : التاريخ الإسلامي , بيروت , المكتب الإسلامي, ح 5-6
· شلبي
, أحمد 1960م ) : التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية , القاهرة, ج4 .
· كحالة
, عمر رضا ( 1376هـ - 1957م ) : معجم المؤلفين , تراجم مصنفي الكتب العربية ,
مكتبة دار إحياء التراث , بيروت .
· اللكنوي
, محمد عبد الحي ( د. ت ) :الفوائد البهية في تراجم الحنفية ,دار المعرفة , بيروت
, لبنان .
· المرغيناني
, برهان الدين ( 1384هـ - 1965م ) : الهداية في بداية المبتدىء , الطبعة الأخيرة ,
الباببي الحلبي .
· غربال
, شفيق محمد ( 1972م ) : الموسوعة العربية الميسرة , دار الشعب ومؤسسة فرانكلين
للطباعة والنشر .
· ابن
جماعة , إبراهيم سعد الله ( د. ت ) : تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم
والمتعلم
· الخلد
, عبد السلام محمد , مجلة دار الحديث الحسينيه ( 9/1413/1991م )
· الرازي
, محمد بن أبي بكر ( د. ت ) : مختار الصحاح , دار الحديث , القاهرة .
· العبد
, عبد اللطيف ( 1398ه_1978م ) دراسات في الفلسفة الإسلامية , مكتبة النهضة المصرية
, القهرة
· عثمان
, سيد أحمد : من أعلام التربية العربية الإسلامية ( 1409ه_1988م )
· القرضاوي
, يوسف ( د.ت ) : الرسول والعلم , دار الصحوة للنشر , القاهرة .
· قمبر
, محمود ( 1407ه_1987م ) دراسات تراثية في التربية الإسلامية , دار الثقافة , قطر
.
· الميداني
, عبد الرحمن حسن (1395ه_1975م ) ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة , دار
القلم , دمشق .
· الندوي
’ أبو الحسن علي ( 1405ه ) السيرة النبوية ’ دار الشروق , بيروت .
· الهاشمي
, محمد علي (1414ه_1993م )شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة , دار
البشائ الإسلامية ’ بيروت , لبنان ’ ط5 .
· همام
, طلعت ( 1404ه_1984م ) كيف تدرس وتتفوق ؟ دراسة لكل الطلبة , دار الفرقان , عمال
المطابع التعاونية , عمان .
· يالجن
, مقداد ( 1402ه ) توجيه المتعلم في ضوء التفكير الإسلامي , دار المريخ , المملكة
العربية السعودية , الرياض .
فهرس الموضوعات
الموضوع رقم
الصفحة
الفصل الأول ( التمهيدي)
......................................................... 2-6
1. المقدمة
.......................................................................... 2
2. الإحساس
بالموضوع ............................................................... 3
3. تحديد موضوع
الدراسة ............................................................. 4
4. أهمية
الدراسة ...................................................................... 4
5. أهداف
الدراسة ................................................................... 5
6. منهج
الدراسة ..................................................................... 5
7. الدراسات السابقة ................................................................. 6
الفصل الثاني (نبذة مختصرة عن حياته وعصره) ....................................... 7
أولاً:
دراسة موجزة عن ترجمة برهان الدين الزرنوجي : ..................................... 7
-اسمه
ونسبه ......................................................................... 7
-ولادته
ووفاته ........................................................................ 7
-نشأته
.............................................................................. 7
-ثقافته
............................................................................. 8
-شخصيته
.......................................................................... 8
-شيوخه
............................................................................ 9
-مؤلفاته
........................................................................... 10
ثانياً:
عصر برهان الدين الزرنوجي :
.................................................... 11
-الحالة
السياسية ...................................................................... 11
العصر
الأول
.......................................................................... 12
العصر
الثاني
.......................................................................... 12
العصر
الثالث
......................................................................... 12
العصر
الرابع
........................................................................... 12
-الحالة
الاجتماعية ..................................................................... 14
1.
طبقات المجتمع
..................................................................... 14
أ_الطبقة
الخاصة
....................................................................... 14
ب_الطبقة
العامة ....................................................................... 14
ج_أهل
الذمة
.......................................................................... 15
د_الرقيق
............................................................................... 15
2.
الحياة المعيشية
....................................................................... 15
-الحالة
العلمية
......................................................................... 16
الفصل الثالث (الفكر التربوي في كتاب (( تعليم المتعلم
طريق التعلم )))
.................. 17
أولاً:
لمحة عن كتاب (( تعليم المتعلم
طريق التعلم ))
:
.........................................
17
-الهدف
من تأليف الكتاب
............................................................. 17
-وصف
الكتاب ....................................................................... 17
-أهمية
الكتاب وقيمته
.................................................................. 17
ثانياً:
أهمية العلم عند الزرنوجي : ......................................................... 18
-وسيلة
للتقوى
........................................................................ 19
-وسيلة
لتعلم الفضائل الأخلاقية وترك الرذائل
............................................
19
-وسيلة
إلى المعارف الدنيوية ............................................................. 19
ثالثاً:
الفكر التربوي عند برهان الدين الزرنوجي :
...........................................
20
-التعلم
المستمر وإخلاص النية لله
......................................................... 20
-إلزامية
التعلم .......................................................................... 20
-الاختيار
(الحرية)
....................................................................... 20
-المشاورة
............................................................................... 20
-التدرج
.................................................................................
21
-مراعاة
الفروق الفردية
.................................................................... 21
-التأمل
والفهم ...........................................................................
22
-التكرار
.................................................................................
22
الاتصال
بمصادر العلوم
.....................................................................22
الفصل الرابع (آداب العالم والمتعلم عند برهان الدين
الزرنوجي)
............................23
أولاً:
آداب تختص بالمعلم :
................................................................ 23
1.
آداب تهتم
بشخصية المعلم ............................................................. 23
-المظهر اللائق
........................................................................... 23
-العلم
والورع
.............................................................................
23
-التواضع
................................................................................ 23
-الحلم
والصبر
.......................................................................... 23
2.
آداب تختص بآداء المعلم
.............................................................. 24
-إرشاد
المتعلم وتوجيهه إلى العلوم المناسبة ................................................... 24
-مراعاة
التدرج والفروق الفردية
............................................................. 24
الشفقة
والنصيحة
......................................................................... 25
ثانياً:
آداب المتعلم :
...................................................................... 25
1.
آداب المتعلم
مع ربه ................................................................... 25
-النية
................................................................................... 25
-التوكل
................................................................................. 25
-الورع
................................................................................. 26
-الإكثار
من الصلاة والسنن .............................................................. 26
-الشكر
والذكر
........................................................................... 26
-الدعاء
................................................................................ 26
2.
آداب المتعلم مع نفسه
................................................................ 27
-شغل
النفس بأعمال الخير
................................................................ 27
-الاحتراز
من الأخلاق الذميمة ............................................................ 27
-تقليل
العوائق الدنيوية
.................................................................... 27
-ألا
يجهد نفسه حتى لا ينقطع عن العمل
.................................................. 28
3.
آداب المتعلم مع غيره .................................................................. 28
-آدابه
مع المعلم
......................................................................... 28
-آدابه
مع الشريك
....................................................................... 28
الفصل الخامس .........................................................................
29
أولاً:
أهم طرق وأساليب التعلم عند الزرنوجي :
.............................................. 29
-المناظرة
والمطارحة والمذاكرة والسؤال ........................................................
29
-الرحلة
في طلب العلم
..................................................................... 29
-الكتابة
..................................................................................
30
ثانياً:
شروط التعلم عن برهان الدين الزرنوجي : ...............................................
31
-تعظيم
العلم وأهله
........................................................................ 31
-اختيار
العلم والأستاذ والشريك
............................................................ 31
-الجد
والمواظبة والهمة العالية
................................................................ 31
-الصبر
...................................................................................
32
-وقت
التحصيل ..........................................................................
32
-اقتران
العلم بالعمل
...................................................................... 32
ثالثاً:
الأسباب المعينة على الحفظ والأسباب المؤدية للنسيان
................................... 32
1.
الأسباب
المعينة على الحفظ .............................................................
32
-أسباب نفسية
.......................................................................... 32
-أسباب
جسمية ........................................................................
32
2.
الأسباب
المؤدية للنسيان ...............................................................
33
-أسباب نفسية
.......................................................................... 33
-أسباب
جسمية .........................................................................
33
الخاتمة
...................................................................................
34
التوصيات
................................................................................
35
قائمة
المصادر والمراجع ................................................................
36-38
فهرس
الموضوعات .................................................................... 39-44
[1] مسلم , كتاب القدرة ح 16 ,
1407ه , 1987م , ص 446
[2] عثمان , من أعلام التربية
العربية الإسلامية , 1409ه , ص ( 180 – 182 )
[3] القاضي , 1990م , ص ( 140 –
141 )
[4] الميداني , 1395ه , 1975م
, ص ( 140 – 141 )
[5] جابر وكاظم , 1987م , ص
104
[6] الزرنوجي تحقيق القباني ,
1401هـ , 1981م , ص 18 .
[7] البغدادي , 1399هـ , 1979م
, ص 138 .
[8] الزرنوجي تحقيق عثمان ,
1397هـ , ص 25 .
[9] الزرنوجي تحقيق أحمد ,
1406هـ , ص 14_15 .
[10] أحمد , 1406هـ , ص 37 .
[11] الزرنوجي تحقيق قباني ,
1401هـ , ص 19_20 .
[12] المرغيناني , 1384هـ ,
1965م , ص 2 .
[13] الزركلي , 1984م , ص 54 .
[14] التميمي , 1403هـ , 1983م
, ص182 .
[15] اللكنوي , د , ت , ص 213 .
[16] كحالة , 1376هـ , ص 297 .
[17] الموسوعة العربية فرانكلين
, 1972م , ص 923 .
[18] حسن , 1964م , ص 322 .
[19] أمين , 1343هـ , 1935م , ص
65_66 .
[20] العبد , 1398ه , ص 27
[21] الخلد , مجلة , دار الحديث
الحسينيه , 1413ه , 1991م , ص 411
[22] الحميني , المجلة العربية
للتربية , 1987م , ص 96
[23] أحمد , 1406ه , ص 81
[24] سورة البقرة آية ( 30 – 33
)
[25] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 86
[26] سورة البقرة آية ( 2 )
[27] الترمذي , باب فضل العلم ,
د . ت , ص 28
[28] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 88
[29] الإمام مالك , 1405ه ,
1985م , ص 788
[30] سورة يونس , آية 101
[31] سورة الإسراء , آية 76
[32] القرضاوي , د . ت , ص 99
[33] ابن ماجه , باب فضل
العلماء وحث على طلب العلم , د . ت , ص 92
[34] سورة الشورى , آية 38
[35] سورة البقرة , آية 185
[36] الزرنوجي , تحقيق أحمد , ص
136
[37] سورة البقرة , آية 286
[38] صحيح مسلم , 1407ه , 1987م
. ص 6
[39] سورة النساء , آية 82
[40] سورة الذاريات , آية 55
[41] سورة الكهف , أية 60 – 66
[42] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 96
[43] سورة المجادلة , آية 11
[44] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 95
[45] أبو داوود , باب التواضع ,
1388ه , 1969م , ص 203
[46] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 100
[47] سورة آل عمران , آية 159
[48] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 114
[49] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص136
[50] أبو داوود , 1388ه / 1969م
, ص 18
[51] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 93
[52] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 150
[53] سورة الطلاق , آية 3
[54] الرساتيق تعني الريف أو
القرى .
[55] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 164
[56] سورة إبراهيم , آية 7
[57] سورة غافر , آية 60
[58] سورة البينة , آية 5
[59] البخاري , باب ما قيل في
ذي الوجهين , 1400ه , ص 102
[60] سورة الأنعام , آية 32
[61] البخاري , كتاب العلم ,
1400ه , ص 42
[62] الهاشمي , 1414ه , 1993م ,
ص 52
[63] الميداني , 1401ه , ص 381
[64] الرازي , د . ت , ص 223
[65] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 143
[66] يالجن , 2402ه , ص 96
[67] الزرنوجي , تحقيق أحمد ,
1406ه , ص 141
[68] همام , 1404ه , 1984م , ص
11
[69] الترمذي , باب فضل الفقه
على العبادة , د. ت , ص 47
[70] قمبر , 1407ه , 1987م , ص
173
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق